الأطراف الاصطناعية الإماراتية تمنح الناجين الفلسطينيين أملاً جديداً رغم ألم الماضي
الأطراف الاصطناعية الإماراتية تمنح الناجين الفلسطينيين أملاً جديداً رغم ألم الماضي
في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تتلقى الشابة ليان النصر، البالغة من العمر 14 عامًا، علاجها بعد أن فقدت ساقيها جراء قصف إسرائيلي على غزة قبل أكثر من عام.
واليوم، تستعيد ليان قدرتها على المشي باستخدام أطراف اصطناعية، لكنها تحمل في قلبها وجعًا لا يمحوه الزمن.
تقول الشابة ليان: "لا يهمني ما يحدث لي، المهم ألا يحدث شيء لعائلتي في غزة". بحسب وكالة الصحافة الفرنسية
دعم إماراتي للجرحى
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر 2023، استقبلت دولة الإمارات أكثر من ألفي جريح ومريض فلسطيني، بالإضافة إلى عائلاتهم، لتقديم العلاج والرعاية اللازمة.
في مركز صحي بأبوظبي افتُتح حديثًا، يعمل فريق من الأخصائيين على تقديم الدعم الطبي والنفسي للجرحى الفلسطينيين. ويقول مصطفى أحمد ناجي عوض، أخصائي العلاج الطبيعي: "بفضل الأطراف الاصطناعية والرعاية المقدمة، استعاد المرضى جزءًا من استقلاليتهم".
قصص إنسانية بين الأمل والحزن
تروي فاتن أبو خوصة، والدة الطفلة قمر التي فقدت ساقها أثناء القصف على غزة، كيف استعادت طفلتها شيئًا من الفرح رغم الصعوبات لكنها تضيف بأسى: "تشعر ابنتي بالوحدة بعيدًا عن إخوتها اللاجئين في مصر".
أحمد مازن، الشاب البالغ من العمر 15 عامًا، كان يأمل بلقاء والده وشقيقه في الإمارات، لكنه علم بوفاتهما في قصف على غزة بعد وقت قصير من وصوله، رغم الألم، وجد أحمد عزاءه في كرة القدم، قائلاً: “الشعور بركل الكرة مرة أخرى لا يوصف”.
وتؤكد السلطات الإماراتية أنها ستعيد الفلسطينيين إلى ديارهم عندما تسمح الظروف بذلك، حيث يعيش الناجون في حالة من "التعليق"، متأرجحين بين أمل العلاج والخوف من مستقبل مجهول.
ورغم الجهود الإنسانية المقدمة، تظل ذكريات الحرب ومآسيها راسخة في قلوب الناجين، تذكيرًا بآلام شعب يبحث عن الأمن والسلام.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.300 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 108 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.